الحاخام الأكبر يهاجم نتنياهو: “ملحد لا يُعتمد عليه” في أزمة تجنيد الحريديم
تصاعدت الانتقادات داخل الأوساط الدينية والسياسية في إسرائيل، حيث وجه الحاخام الأكبر إسحاق يوسف انتقادات حادة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واصفا إياه بـ”الملحد الذي لا يُعتمد عليه”، في سياق الأزمة المستمرة حول قانون التجنيد للحريديم، التي تتفاقم وسط رفض واسع من الجيش وقادة الطائفة.
ذكرت صحيفة معاريف العبرية، أن النقاشات داخل الأحزاب الحريدية تتصاعد، مع دعوات لاتخاذ إجراءات جذرية رداً على قانون التجنيد الذي يواجه معارضة قوية، حيث يُطرح اقتراحات مثل شل البنوك عبر سحب أموال ضخمة، ومقاطعة شركات كبرى من قبل المستهلكين.
كما أعلن النائب مئير بوروش عن عزمه بدء إضراب عن الطعام أمام مكتب المستشار القانوني للحكومة، احتجاجًا على أوامر الاعتقال التي تصدر بحق الحريديم الرافضين للخدمة العسكرية.
بعد انعقاد لجنة الشؤون الخارجية والدفاع برئاسة بوعز بسموت، شنّ الحاخام إسحاق يوسف هجوماً لاذعاً على قيادات الطائفة الحريدية، متهمًا إياهم بالتراجع عن مطالبهم وإجماعهم على تمرير قانون التجنيد، بسبب وعود غير موثوقة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال يوسف إن اتفاق الائتلاف الحكومي كان ينص على تمرير القانون قبل إقرار الميزانية الأولى، لكن القيادات الحريدية استجابت لوعود نتنياهو بتأجيل ذلك، متسائلاً: “لماذا وثقتم به؟ إنه ملحد، فلماذا تصدقون أنه سينفذ وعوده؟”، محذرًا من أن الثقة به أدت إلى أزمة حادة.
واصل الحاخام يوسف هجومه، منتقدًا ما أسماه تطبيق انتقائي لقانون التجنيد، حيث يتم استهداف المتهربين من الضرائب من السفارديم بشكل رئيسي، معتبرًا أن الاعتقالات تستهدف فئات ضعيفة، واصفًا تلك الممارسات بأنها تشبه أساليب الأنظمة الشيوعية والبلشفية، متسائلاً: “هل يعقل أن يُعتقل طلاب المدارس الدينية في منتصف الليل؟”.
وفي ختام تصريحاته، نصح الطلاب الدينيين بعدم فتح الأبواب لقوات إنفاذ القانون، داعياً إياهم إلى الصمود، مؤكدًا أن “الله سيساعدهم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة”.
يُذكر أن هذا ليس أول تصريح يصدر عن الحاخام يوسف يدعو فيه إلى رفض قانون التجنيد، حيث أثار جدلاً واسعًا قبل أربعة أشهر حين دعا الجيش الإسرائيلي إلى “تمزيق أوامر التجنيد، وإلقائها في المرحاض، ثم التخلص منها”.
وشارك عدد من الحاخامات المتشددين في الدعوات الرافضة، حيث أدلى الحاخام إسحاق كولديتسكي، صهر الحاخام كانييفسكي، بتصريح مثير للجدل الأسبوع الماضي، قائلاً إن جيش الدفاع الإسرائيلي وثني، وأن مطالبة الأرثوذكس المتشددين بالتطوع فيه تُعادل حرب إبادة ضد الشعب اليهودي.
