ترامب يمنح زيلينسكي موقع الشريك في صفقة عسكرية كبرى مع واشنطن

كشف تقرير لمجلة “تايم” الأميركية عن تحول لافت في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث يدخل الأخير البيت الأبيض برفقة وفد رفيع وسط أنباء عن اتفاقيات دفاعية كبرى. يأتي هذا التحول بعد سبعة أشهر فقط من مواجهة قاسية جمعتهما في المكتب البيضاوي مطلع العام، حيث تعرض زيلينسكي لتوبيخ علني من ترامب ونائبه جي دي فانس بسبب ما اعتبراه “نقصًا في الامتنان”. اليوم، يدخل الزعيم الأوكراني البيت الأبيض شريكًا لا متسوّلًا، في لقاء يحمل ملامح صفقة عسكرية وسياسية كبرى.
وفقًا للتقرير، سيتناول الاجتماع المرتقب بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة المقبلة حزمة من الطلبات الأوكرانية التي كانت مرفوضة سابقًا. وتشمل هذه الطلبات تزويد كييف بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، وتوقيع صفقة تبادل كبرى بين تكنولوجيا الطائرات المسيّرة الأوكرانية والمساعدات العسكرية الأميركية. وتصف المجلة هذا بأنه “انعطافة مذهلة حتى بمعايير ترامب المتقلّبة”.
بحسب التقرير، تعلم زيلينسكي “الدرس الصعب” في التعامل مع الرئيس الأميركي السابع والأربعين. فسارع بعد المواجهة الأولى إلى تقديم رسائل شكر متكررة للولايات المتحدة والإشادة بـ”رؤية ترامب” وبدبلوماسيته القائمة على “السلام عبر القوة”. ونجح لاحقًا في استعادة ثقته خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يونيو، حيث انتقل ترامب من موقع المنتقد إلى موقع الداعم للحلف بعد التزام الدول الأعضاء بزيادة مساهماتها المالية، مما حمل مكاسب مباشرة لأوكرانيا.
تضيف المجلة أن التحول الأكبر جاء حين بدأ ترامب يفقد حماسه تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن كان يصفه بـ”العبقري” و”الزعيم الذكي”. ففي يوليو الماضي، صرح ترامب للصحافيين بأنه “يشعر بخيبة أمل من بوتين”، ثم أقر بأن موسكو “تُلقي بالكثير من الأكاذيب”. أعقب ذلك رفع التجميد عن الأسلحة الدفاعية المخصصة لكييف، ودعم صريح للضربات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية.

في أغسطس، كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي: “من الصعب الفوز بحرب دون مهاجمة بلد الغزاة”، معترفًا للمرة الأولى بأن أوكرانيا قد تنتصر في الحرب. ووفق التقرير، ألمح ترامب مؤخرًا إلى إمكانية إرسال صواريخ “توماهوك” التي لم تفكر إدارة بايدن حتى في طرحها. موضحًا للصحافيين: “إذا لم تُحسم هذه الحرب، فقد أرسل توماهوك”. يبلغ مدى هذه الصواريخ نحو ألف ميل، مما يمنح كييف قدرة على ضرب أهداف عسكرية في محيط موسكو وسانت بطرسبورغ.
ترى المجلة أن “تأثير وقف إطلاق النار في غزة” ساهم أيضًا في إعادة تشكيل مواقف ترامب العالمية. فقد حصد إشادات دولية بعد نجاحه في صفقة تبادل الأسرى ووقف النار بين إسرائيل وحماس، مما عزز ثقته في لعب دور صانع السلام في ملفات أخرى. وقال ترامب في زيارته الأخيرة لإسرائيل: “علينا أن ننهي ملف روسيا، يجب أن نُنهي ذلك”.
يشير التقرير إلى أن لقاء الجمعة سيكون مختلفًا كليًا عن لقاء فبراير الماضي. يصل زيلينسكي هذه المرة بموقف أقوى، ومعه قائمة مطالب جديدة ودعم متزايد من الناتو، إلى جانب وفد رسمي يقوده رئيس وزرائه للتفاوض على صفقة “الدرونز مقابل المساعدات”. وفي الوقت نفسه، شحنت دول الحلف أربع دفعات من الأسلحة الأميركية بقيمة تقدر بنحو ملياري دولار إلى أوكرانيا ضمن الاتفاقات الجديدة.
تختتم المجلة تقريرها بالقول إن المشهد انقلب رأسًا على عقب. فزيلينسكي، الذي كان يُوبَّخ قبل أشهر، بات اليوم “يمسك بالأوراق الرابحة” في لعبة النفوذ بين واشنطن وموسكو، بينما يراقب بوتين من الكرملين خريطة التحالفات وهي تُعاد صياغتها من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى