جدل واسع في المغرب بعد نقاش على قناة تونس الحكومية “انفصال شمال المغرب”

أدى بثّ برنامج على قناة تونسية حكومية إلى إثارة موجة جدل واسعة في المغرب، بعد تطرقه لقضية شمال البلاد وربطه بما اعتبره البعض “نزعة انفصالية”. وخلال النقاش، تناول الضيوف شخصية محمد عبد الكريم الخطابي، قائد المقاومة ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي في عشرينيات القرن الماضي، واعتبر بعضهم أنه كان يسعى إلى إقامة “دولة مستقلة في الشمال”.

هذا الطرح أثار استياءً كبيرًا لدى عدد من النشطاء والباحثين المغاربة الذين اعتبروا أن الخطابي يُعد رمزًا وطنيًا للمقاومة، وأن ما يسمى بـ”جمهورية الريف” كان كيانًا مرحليًا مرتبطًا بظروف مقاومة الاستعمار، وليس مشروعًا انفصاليًا بالمعنى السياسي المعاصر. وأكد هؤلاء أن قراءة تلك المرحلة يجب أن تتم في إطارها التاريخي، بعيدًا عن الإسقاطات الحالية.

اتهامات للقناة بخدمة “أجندات خارجية”

وفي سياق ردود الفعل، اعتبر بعض المعلقين أن القناة التونسية الحكومية أصبحت، حسب رأيهم، تردد أطروحات قريبة من المواقف الجزائرية تجاه قضية الوحدة الترابية للمغرب. ويرى أصحاب هذا الرأي أن الجزائر – وفق تصورهم – كانت دائمًا سبّاقة لطرح أفكار تستهدف تقسيم المغرب، وأن مضمون البرنامج بدا، في نظرهم، متماهيًا مع تلك السردية.

في المقابل، دعا آخرون إلى عدم التسرّع في إطلاق الاتهامات، معتبرين أن ما ورد في البرنامج قد يكون مجرد اجتهاد إعلامي أو قراءة تاريخية غير دقيقة، ولا يعكس بالضرورة موقفًا رسميًا من الدولة التونسية.

غياب تعليق رسمي

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الرباط أو تونس بشأن الجدل الدائر، فيما يتواصل النقاش على المنصات الرقمية حول حدود حرية التعبير في الإعلام العمومي، وكيفية تناول القضايا التاريخية الحسّاسة بين بلدان المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى