اعتقال الصحافي الجزائري سعد بوعقبة يثير موجة تضامن ودعوات لتدخل ألماني

وجّهت مجموعة من الإطارات الجزائرية المقيمة في الخارج رسالة إلى الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير تطالب فيها بالتدخل من أجل إطلاق سراح الصحافي السبعيني سعد بوعقبة، المعتقل بتهمة المساس بالرموز التاريخية للدولة بعد تصريحات تلفزيونية أعاد فيها فتح ملف أموال جبهة التحرير الوطني في البنوك السويسرية.

وتأتي هذه الدعوة على خطى قضية الكاتب بوعلام صنصال، التي لعب فيها شتاينماير دوراً مؤثراً أدى إلى الإفراج عنه، فيما يؤكد أصحاب الرسالة أن الإنسانية لا ينبغي أن تكون انتقائية، وأن أوضاع بوعقبة الصحية وعمره المتقدم تفرض تدخلاً عاجلاً.

النيابة وسّعت الشكوى المقدمة ضد بوعقبة إلى تهم مرتبطة بالمساس برموز الدولة، وهو ما تعتبره جهات حقوقية تصعيداً يعكس تضييقاً متزايداً على الصحافة وحرية التعبير. وتشير الرسالة إلى أن بوعقبة، الذي مُنع سابقاً من الكتابة ومن السفر، يعيش ظروفاً صحية صعبة ويحتاج لعلاج خارج البلاد.

الرسالة، التي حملت نبرة حادة، تتهم السلطة الجزائرية بـ”تجريم الرأي وتوسيع دائرة الترهيب”، وتربط بين اعتقال الصحافي وبين نمط حكم يُضيّق على الحريات، مستحضرة قضايا حقوقية أخرى، إضافة إلى انتقادات تتعلق بسفر كبار المسؤولين للعلاج في أوروبا مقابل منع مواطنين وصحافيين من ذلك.

المرسلون الذين أخفوا أسماءهم “خوفاً من الانتقام”، وصفوا الوضع داخل الجزائر بأنه حالة خوف جماعي تعيد أجواء التسعينيات، وأن مجرد رأي على فيسبوك قد يعرض صاحبه للاعتقال. كما اعتبروا أن إطلاق سراح صنصال كان خطوة مهمة، لكنها لا تغطي على واقع أوسع من التضييق المستمر.

الرسالة تُحمّل أوروبا جزءاً من المسؤولية الأخلاقية، وتدعو إلى تدخل أوسع من أجل حرية القضاء والصحافة في الجزائر، مؤكدة أن التضامن يجب أن يشمل كل من يُسجن بسبب رأي أو كلمة، لا حالة فردية واحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى