
كريستيانو رونالدو أول ملياردير في عالم كرة القدم
نجح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في تحقيق إنجاز غير مسبوق خارج الملعب، بعدما أصبح أول لاعب كرة قدم يدخل نادي المليارديرات، مدفوعاً بعقده مع نادي النصر السعودي.
فبعد أكثر من 20 عاماً من التألق في أكبر الأندية الأوروبية، من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد ويوفنتوس، لم يتوقف رونالدو عن استثمار نجوميته في صفقات دعائية ضخمة مع علامات تجارية مثل “نايكي” و”أرماني”.
لكن القفزة الحقيقية في ثروته جاءت في يونيو الماضي، حين وقع تمديداً لعقده مع النصر السعودي بقيمة تتجاوز 400 مليون دولار، ما رفع صافي ثروته إلى 1.4 مليار دولار، وفقاً لمؤشر “بلومبرغ للمليارديرات”.
المنافسة مع ميسي
لطالما تقاسم رونالدو وليونيل ميسي صدارة الأجور في عالم الكرة، لكن عام 2023 شهد تحولاً كبيراً؛ فبينما انتقل رونالدو إلى السعودية، اختار ميسي اللعب في الدوري الأميركي مع إنتر ميامي.
ورغم أن النجم الأرجنتيني سيحصل على حصة في النادي الأميركي بعد اعتزاله، فإن دخله في العامين الأخيرين أقل مما يتقاضاه رونالدو، الذي يتلقى نحو 200 مليون دولار سنوياً، مع عدة امتيازات أخرى، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.
من الفقر إلى المليار.. رحلة صعود مذهلة
ولد رونالدو في جزيرة ماديرا البرتغالية، وسط ظروف معيشية صعبة، واضطر لترك المدرسة في سن الرابعة عشرة ليتفرغ لكرة القدم. وبعد أن لمع نجمه في “سبورتينغ لشبونة”، انتقل إلى “مانشستر يونايتد” عام 2003، ثم إلى “ريال مدريد” في صفقة قياسية عام 2009، ليبدأ رحلة من العقود الضخمة والأرقام القياسية.
أوريليو بيريرا، مكتشف رونالدو في سبورتينغ، وصفه بأنه “كائن فضائي” بسبب موهبته الخارقة، واليوم تحمل مطارات ومتاحف وفنادق في ماديرا اسمه، في دلالة على تأثيره العميق في موطنه.
ثروة من العقود والدعاية والعقارات
منذ عام 2002 وحتى 2023، جمع رونالدو أكثر من 550 مليون دولار من الرواتب، إلى جانب عقد دعائي مع “نايكي” بقيمة 18 مليون دولار سنوياً، وصفقات أخرى مع “كاسترول” و”أرماني” أضافت 175 مليون دولار إلى ثروته. كما حصل على مكافأة توقيع بقيمة 30 مليون دولار عند انتقاله إلى النصر.
أما ميسي، فقد جمع أكثر من 600 مليون دولار قبل الضرائب، لكنه لا يزال بعيداً عن ثروة رونالدو، رغم امتلاكه اتفاقاً لتقاسم الإيرادات مع “أبل”.
يدير ثروة رونالدو مستشاره المالي ميغيل ماركيز، الذي يعمل من مكتب فاخر في قلب لشبونة. ويعرف رونالدو بولائه لأصدقائه في استثماراته، حيث شارك في مشاريع محلية مثل نادي “سيتي أوف باديل”، واستحوذ على مركز “ليسبوا راكيت” عام 2024، بمساعدة صديقه ميغيل بايشاو دوس سانتوس.
ورغم امتلاكه سلسلة فنادق وصالات ألعاب رياضية وعلامة “CR7″، فإن هذه المشاريع ليست المصدر الرئيسي لثروته.
عقارات فاخرة.. وجولات سياحية لرؤية منزله
يمتلك رونالدو عقارات فاخرة، أبرزها قصر في ماديرا، وبنتهاوس في لشبونة حطم الرقم القياسي لسعر المتر المربع، ويعمل حالياً على إنهاء بناء فيلا فاخرة في منتجع “كوينتا دا مارينيا” قرب لشبونة، بتكلفة تقارب 20 مليون يورو.
المنزل الجديد أثار فضول السكان والسياح، الذين يتوافدون إلى ملعب الغولف المجاور لمحاولة رؤية القصر. حتى مالك الأرض، ميغيل شامباليمود، اضطر إلى منع الجولات غير الرسمية التي تحاول التقاط صور للمنزل.
يعد كريستيانو رونالدو الشخصية الأكثر متابعة على إنستغرام عالمياً، بأكثر من 660 مليون متابع.
وصول رونالدو إلى السعودية أشعل حماس الجماهير، حيث امتلأت المدرجات في أولى مبارياته، وسرعان ما أصبح الهداف الأول لنادي النصر.
يواصل رونالدو الدفاع عن الدوري السعودي، وقال إنه “أفضل من الدوري الفرنسي”، مشيداً بجمال المملكة وأمانها، ويشارك متابعيه باستمرار صوراً من رحلاته، خصوصاً على سواحل البحر الأحمر.
ثروة من الراتب.. لا من الاستثمارات
ما يميز ثروة رونالدو عن باقي الرياضيين المليارديرات، هو أن الجزء الأكبر منها جاء من الرواتب، وليس من الاستثمارات. فمثلاً، أسطورة التنس روجر فيدرر جمع ثروته من حصته في شركة الملابس الرياضية “On”، بينما بنى مايكل جوردان إمبراطوريته المالية من عقود دعائية طويلة الأمد مع “نايكي” وحصته في نادي “شارلوت هورنتس” الأميركي، رغم أن راتبه كلاعب لم يتجاوز 100 مليون دولار.
أما رونالدو، فثروته تعتمد بشكل أساسي على دخله الرياضي، ما يجعله حالة فريدة بين المليارديرات الرياضيين.
ومع تقدمه في السن، يقترب رونالدو من لحظة الاعتزال، وقد صرح سابقاً أنه يتوقع أن تكون نهاية مسيرته في نادي النصر. لكنه لا ينوي الابتعاد عن كرة القدم، بل يحلم بامتلاك عدة أندية، على خطى ديفيد بيكهام، مالك نادي إنتر ميامي.
ومع الثروة التي راكمها، يبدو أن خيارات رونالدو بعد الاعتزال ستكون متعددة، وربما أكثر إثارة من مسيرته داخل الملاعب.