
تصاعد التحذيرات من تحركات إسرائيلية في القرن الأفريقي
دخلت منطقة القرن الأفريقي منعطفًا استراتيجيًا بالغ الحساسية، عقب الكشف عن مساعٍ إسرائيلية لبناء قواعد عسكرية في إقليم “أرض الصومال”، في خطوة تتجاوز حدود الاعتراف الدبلوماسي وتثير رفضًا دوليًا واسعًا. وأكد السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، أن هذه التحركات تمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة الأراضي الصومالية، مشددًا على أن القانون الدولي يكفل لمقديشو حق الدفاع عن سيادتها. كما أعلنت الصين رفضها القاطع للاعتراف الإسرائيلي بالإقليم، معتبرة أن أي علاقات دبلوماسية معه تمثل انتهاكًا صريحًا لميثاق الأمم المتحدة، وهو موقف حظي بدعم من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات إقليمية ودولية أخرى.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تحمل أبعادًا جيوسياسية أوسع، إذ تعتبر بكين أن التمدد الإسرائيلي يستهدف مصالحها الاستراتيجية في طرق الملاحة المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق، ويهدد مبدأ “الصين الواحدة” في ظل علاقات الإقليم مع تايوان. في المقابل، يحذر خبراء عرب من أن إقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب مدخل البحر الأحمر قد تمس الأمن القومي العربي، ولا سيما المصري، عبر التأثير على حركة الملاحة وإيرادات قناة السويس. وتؤكد هذه التطورات أن القرن الأفريقي مرشح للتحول إلى ساحة صراع مفتوح بين قوى إقليمية ودولية، بما ينذر بتداعيات أمنية واقتصادية خطيرة على المنطقة بأسرها.





