حفيظ دراجي يكتب : كأس العرب تخسر الجزائر !!

صنع خروج المنتخب الجزائري أمام منتخب الإمارات في ربع نهائي كأس العرب فيفا 2025، الحدث في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي باعتباره حامل اللقب، وأحد أفضل المنتخبات في البطولة، وصاحب أقوى حضور جماهيري في المدرجات ما أعطى للبطولة نكهة خاصة سنفتقدها في المربع الأخير، رغم النقائص التي ظهرت على منظومة لعب الفريق وتراجع اللياقة البدنية لعديد اللاعبين الأساسيين في مواجهة المنتخب الإماراتي الذي لم يسرق تأهله، بل حققه بجدارة بعد سلسلة ركلات الترجيح، مثلما فعلت قبله منتخبات المغرب والسعودية والأردن في بطولة كانت وما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات.

وبدأ الجزائريون مباراتهم أمام الإمارات كما ينبغي، وسجلوا هدف السبق في بداية الشوط الثاني قبل أن يفسحوا المجال للمنافس بالاستحواذ على وسط الميدان ومن ثم تعديل النتيجة بعد ربع ساعة على بدايته، ومع ذلك كان بإمكان كل فريق أن يسجل الثاني خلال التسعين دقيقة أو أثناء الوقت الإضافي، قبل أن تحسم بطاقة التأهل بعد السلسلة الثانية من ضربات الترجيح، ويخرج المنتخب الجزائري من البطولة التي لم يكن فيها سيئاً على طول الخط رغم بعض النقائص الفردية والجماعية وبعض الخيارات غير الموفقة للمدرب مجيد بوقرة، الذي أعلن بعد اللقاء نهاية مشواره مع الخضر دون خسارة منذ بطولة كأس العرب 2021.

وتُوج مجيد بوقرة بلقب بطولة كأس العرب 2021، من دون خسارة، وبلغ نهائي كأس أمم أفريقيا للمحليين 2022 دون خسارة لولا ركلات الترجيح التي حرمته من التتويج، وها هو يخرج من ربع نهائي كأس العرب 2025، من دون خسارة في الوقت الرسمي أو الإضافي، في بطولة صارت من أقوى وأصعب البطولات وأكثرها إثارة في حضور منتخبات قوية تشارك بلاعبي الصف الأول على غرار السعودية، والأردن والإمارات التي تسعى لتعويض ما فاتها في كأس آسيا الأخيرة وتصفيات كأس العالم 2026، رغم كل الفرديات التي تمتلكها والقادرة اليوم على إطاحة المغرب والسعودية والأردن والتتويج باللقب العربي لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية.

وصحيح أن البطولة كشفت عن منتخب إماراتي ممتع، لكنها في نهاية المطاف خسرت منتخباً جزائرياً بجمهور غفير وجميل وممتع، في حين كسبت الجزائر مدافعاً قوياً في شخص أشرف عبادة، ووسط ميدان متميزاً هو فيكتور لكحل، ومهاجمين رائعين هما عادل بولبينة رضوان بركان اللذين جرى استدعاؤهما في القائمة الموسعة للمشاركة في كأس أمم أفريقيا في المغرب، وهي المكاسب المرجوة دائماً من منتخبات المحليين، ومختلف الفئات السنية التي تعاني في الجزائر من تراجع مستمر يطول شرح أسبابه أدى إلى غياب الشباب عن منصات التتويج القارية وكل المحافل الدولية، رغم زيادة أعداد المنتخبات المشاركة فيها على غرار بطولة كأس العالم الأخيرة للناشئين التي احتضنتها قطر الشهر الماضي.

تغيرت كرة القدم العالمية، والعربية تطورت، ولم تعد الغلبة فيها للأفضل على الورق، بل للأحسن فنياً وبدنياً وتكتيكياً فوق الميدان، والذي يتكتل في الخلف ويستحوذ على وسط الميدان ويعتمد على التحول السريع نحو الهجوم في المرتدات، وهو الأمر الذي طبقته بإحكام الإمارات أمام الجزائر والأردن ضد العراق، وأوصل فلسطين وسورية إلى ربع نهائي البطولة على حساب قطر وتونس، في بطولة تلعبها المنتخبات العربية من أجل الفوز بها، وليس من أجل الاستمتاع والإمتاع حتى يقال عنك إنّك منتخب جميل، تملك فرديات قوية وتلعب كرة جيّدة وممتعة.

خروج الجزائر في الدور ربع نهائي لكأس العرب لم يكن مفاجئاً ولا مأساوياً، بل كان عادياً ومنطقياً، وتأهل الإمارات كان مستحقاً، مثلما كنّا سنقول إنّ تأهله إلى المونديال كان منطقياً لو حدث؛ بالنظر لما يملكه من فرديات تحتاج إلى انسجام أكثر وروح جماعية عالية لتحقيق المُبتغى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى