العالم قادر على التقدم دون الولايات المتحدة: كندا تعزز استقلالها الاقتصادي والسياسي

افتتح رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، مرحلة سياسية جديدة، معلناً أن “العالم يمكنه إحراز التقدم دون الولايات المتحدة”، في إشارة إلى انتقال كندا من دولة معتمدة سياسياً وتجاريًا على واشنطن، إلى دولة تبحث عن مسار مستقل ضمن نظام دولي متغير، وفق ما نقلت هيئة البث الكندية “سي بي سي”.

وعلى الرغم من هذا التوجه، لا تعني الخطوة كسر العلاقات مع الولايات المتحدة، إذ شدد كارني على أن بلاده ستستأنف المباحثات التجارية مع واشنطن عند “الوقت المناسب”، في ظل أجواء سياسية متوترة داخل الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، والتي أثرت على الاستقرار التجاري والاقتصادي لكندا.

وفي المقابل، سعت أوتاوا إلى تعزيز علاقاتها مع شركاء عالميين جدد، أبرزهم الصين والإمارات والهند وجنوب أفريقيا، مع التركيز على مجالات التكنولوجيا الخضراء والمعادن النادرة والطاقة النظيفة والاستثمار، حيث أعلن كارني في أبوظبي عن التزام استثماري كندي بقيمة 70 مليار دولار كندي. كما ركز على ترميم العلاقات مع بكين بعد توترات سابقة، رغم استمرار الخلافات التجارية القائمة.

وأشار كارني إلى أهمية تنويع الشراكات الاقتصادية والسياسية خارج المدار الأميركي، مع الحفاظ على التوازن بين الاستقلالية الاقتصادية والحذر الإستراتيجي، مؤكداً أن القمة الأخيرة لمجموعة العشرين مثّلت ثلاثة أرباع سكان العالم وثلثي الناتج العالمي “دون مشاركة الولايات المتحدة”.

وتبدو كندا اليوم أمام فرصة لبناء استقلال اقتصادي وسياسي أكبر، في الوقت الذي تواجه فيه تحديات إدارة علاقاتها مع واشنطن والشركاء الجدد، بما يضمن مصالحها ويمنحها وزنًا في نظام دولي متغير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى