السيسي يتدخل.. تفاصيل دوائر ملتهبة مهددة بإلغاء الانتخابات

تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر اليوم الثلاثاء نتائج التحقيق في بعض المخالفات التي شابت العملية الانتخابية لانتخابات نواب البرلمان لعام 2025، خاصةً بعد توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بفحص الأمر وإلغاء الانتخابات كليةً أو جزئياً في الدوائر التي حدثت بها المخالفات.
ورغم الجدل الدائر حول الانتخابات ومخالفاتها، لم تُعلن حتى الآن أسماء الدوائر التي يجري التحقيق في طعونها، وذلك في انتظار ما ستكشفه الهيئة الوطنية مع انتهاء عملية الفحص.

وقامت “العربية.نت” بحصر بعض الدوائر التي حدثت بها بعض المخالفات وفقاً لبلاغات من المرشحين أنفسهم وتركزت في الإسكندرية والجيزة وقنا وسوهاج والقليوبية.

ففي المنتزة بمحافظة الإسكندرية بث أحد مرشحي الانتخابات ويدعى أحمد فتحي، فيديو عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك” اشتكى فيه أن الفرز تم قبل الموعد الرسمي، كما اشتكى من إجراء الفرز دون وجود مناديب للمرشحين داخل اللجان.

وأضاف أنه قام بتقديم طعن بشكل قانوني وقامت اللجنة العليا بقبوله، وسيتم النظر فيه وإصدار قرار بشأنه.

كما شهدت بعض اللجان في محافظة قنا جنوب البلاد، ومن بينها مراكز قوص، وقفط، ونقادة، وأبو تشت شكاوى من بعض المرشحين تفيد بمنع مندوبين تابعين لهم من حضور عمليات الفرز، وظهور لجان فيها أعداد تصويت ضئيلة أو شكاوى تنظيمية أثارت طعوناً.

وفي محافظة البحيرة، استغاث حلمي زيد المرشح لعضوية مجلس النواب 2025 عن الدائرة الثالثة في أبو حمص وإدكو قبل أيام بالرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالباً بالتدخل للتحقيق فيما وصفه بـ”التجاوزات” والمخالفات التي شهدتها العملية الانتخابية في دائرته.

وكشف زيد خلال فيديو له عبر صفحته على “فيسبوك” ما جرى في الانتخابات، مشيراً إلى أنه تم منع مندوبي المرشحين من حضور عملية الفرز، كما لم يسلم المرشحون محاضر الفرز الرسمية.

وفي محافظة الجيزة وخلال الساعات الأولى من الانتخابات، أعلنت النائبة نشوى الديب عن انسحابها من سباق الانتخابات عن دائرة إمبابة.

وقالت في بيان لها “إنها دخلت هذه الانتخابات مؤمنةً بروح المنافسة الشريفة، إلا أن ما شهدته من مخالفات واضحة، وغياب لمعايير النزاهة والشفافية، وعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين، جعل من استمرارها في هذه العملية أمراً لا يتفق مع قناعاتها ولا مع المبادئ التي تؤمن بها”.

وفي دائرة الدقي والعجوزة والجيزة، اشتكى أحمد مرتضى منصور من مخالفات جسيمة، معلناً في بيان رسمي أن توجيه السيسي بفتح تحقيق في الانتخابات يعد بمثابة رسالة إنسانية وسياسية تؤكد أن صوت من شعروا بالظلم ما زال محل اعتبار من رأس الدولة، وهو ما خفف كثيراً من شعور المرارة لدى أبناء الدائرة.
وأضاف أنه سيقوم بإعداد مذكرة رسمية متكاملة باسمه وباسم عدد من أبناء الدائرة، تتضمن ما تم رصده على الأرض من وقائع مدعومة بالمستندات والشهادات، تمهيداً لفحص الطعون والتدقيق الكامل دون استثناء.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد علق على ما أثير مؤخراً بشأن وقوع ممارسات غير قانونية في عدد من الدوائر خلال انتخابات مجلس النواب التي أُجريت قبل أيام، مطالباً الهيئة الوطنية للانتخابات بإجراء تدقيق كامل وشامل في الطعون المقدمة.
وطلب السيسي من الهيئة الوطنية التدقيق التام في جميع ما ورد إليها من شكاوى ووقائع، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان كشف الإرادة الحقيقية للناخبين، والحفاظ على أعلى درجات الشفافية داخل العملية الانتخابية.

وألمح الرئيس المصري إلى إمكانية إلغاء نتائج بعض الدوائر أو إعادة الانتخابات فيها، قائلاً: “يجب ألا تتردد الهيئة الوطنية للانتخابات في اتخاذ القرار الصحيح عند تعذر الوصول إلى إرادة الناخبين، سواء بإلغاء المرحلة كاملة أو إلغائها جزئياً في دائرة أو أكثر، على أن تُعاد الانتخابات لاحقاً.”

وبعد بيان الرئيس، عقدت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة القاضي حازم بدوي مؤتمراً صحافياً للإعلان عن تفاصيل المرحلة الأولى من الانتخابات.

وأوضح رئيس الهيئة أن التحقيقات قد تقود إلى اتخاذ قرارات قد تصل إلى إلغاء الانتخابات كلياً أو جزئياً في بعض الدوائر، قائلاً: “لن يأتي نائب إلا بإرادة الناخبين.”

وأضاف أن الهيئة تلقت 88 تظلماً من عدة دوائر فردية على مستوى محافظات المرحلة الأولى، ويتم فحصها تمهيداً لإعلان نتائجها.

يذكر أن المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب كانت قد جرت يومي 10 و11 نوفمبر الجاري في 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح.

ومن المقرر أن تنطلق المرحلة الثانية والأخيرة من الانتخابات يومي 24 و25 نوفمبر الجاري، لتشمل محافظات القاهرة، القليوبية، الدقهلية، والمنوفية، والغربية، فضلاً عن كفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية، بالإضافة إلى السويس وشمال سيناء وجنوب سيناء.