تونس تفتح شاشتها على العالم: انطلاق الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية

تنطلق اليوم السبت 13 ديسمبر 2025 فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، لتتواصل إلى غاية 20 من الشهر نفسه، في موعد ثقافي متجدد يؤكد مكانة المهرجان كأعرق تظاهرة سينمائية في إفريقيا والعالم العربي، وفضاء مفتوح للحوار بين السينما والواقع والذاكرة.

وتكشف برمجة هذه الدورة عن مزيج غني من التكريمات والرحلات السينمائية العابرة للقارات والأزمنة، مع حضور لافت للقضية الفلسطينية التي تتصدر اهتمامات المهرجان، حيث تحضر غزة على الشاشة من خلال أعمال توثق الألم والصمود والأمل، أبرزها الفيلم الوثائقي «من المسافة صفر» للمخرج رشيد مشهراوي، إلى جانب اختيار الفيلم الروائي «فلسطين 36» لآن ماري جاسر، المرشح لتمثيل فلسطين في أوسكار 2026، فيلمًا للافتتاح.

وتفتح أيام قرطاج السينمائية نوافذ واسعة على سينماءات العالم، من خلال تسليط الضوء على السينما الأرمنية بما تحمله من ذاكرة وهوية وموضوعات الشتات والمقاومة، إضافة إلى حضور قوي للسينما الفلبينية عبر مجموعة من الأفلام البارزة، إلى جانب السينما الإسبانية التي تشارك بأعمال تعكس تنوع التجارب والأساليب السردية المعاصرة.

كما تحتفي الدورة بالسينما اللاتينية، التي تحضر بأفلام تعالج قضايا الذاكرة الشعبية والمقاومة والتحولات الاجتماعية، في حين تخصص إدارة المهرجان مساحة مهمة للسينما العربية التي شهدت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين قفزة نوعية على مستوى الشكل والمضمون، إلى جانب قسم «السينما الخضراء» الذي يعالج قضايا البيئة من خلال أعمال تونسية وعربية ودولية.

وتولي أيام قرطاج السينمائية حيزًا واسعًا لتكريم رموز صنعت تاريخ السينما في تونس وإفريقيا والعالم، من خلال الاحتفاء بالمخرج التونسي الراحل فاضل الجزيري، وإحياء مئوية المخرج البنيني بولان سوما نو فييرا، وتكريم المخرج المالي سليمان سيسيه، إلى جانب الاحتفاء بالفنانة العالمية كلوديا كاردينالي، وتقديم محطات خاصة تستعيد مسيرة أسماء بارزة في النقد والإخراج والإنتاج، تأكيدًا لدور المهرجان في حفظ الذاكرة السينمائية وتجديد أسئلتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى