
قلق فرنسي واسع من احتمال توسع الصراع مع روسيا وتصاعد الخطاب الرسمي
تشهد فرنسا ارتفاعا ملحوظا في مستوى القلق الشعبي تجاه احتمال اندلاع صراع عسكري مع روسيا، وذلك منذ تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قال فيها إن بلاده “جاهزة للحرب” إذا بدأها الأوروبيون. وقد ساهمت هذه التصريحات، إلى جانب مؤشرات ميدانية وأمنية، في تعزيز مخاوف الفرنسيين من انزلاق الوضع نحو مواجهة أوسع.
وتزداد حالة الهلع لدى فئات مختلفة من المواطنين، مثل السيدة ناداج (70 عاما) التي عبّرت عن خوفها من امتداد الحرب إلى دول أوروبية أخرى، خصوصا تلك المنتمية سابقا للاتحاد السوفياتي والعضوة حاليا في الناتو، مؤكدة أنها وضعت خطة للهروب إلى كندا في حال اندلاع مواجهة. ويعكس هذا الموقف شعورا عاما لدى شريحة واسعة من الفرنسيين بأن الحرب لم تعد مسألة بعيدة.
وتظهر نتائج استطلاعات رأي حديثة أن نسبة الفرنسيين الذين يعتبرون روسيا تهديدا لسيادة دول الاتحاد الأوروبي ارتفعت إلى 80% خلال شهر واحد، بينما يعتقد 79% من الأوروبيين عموما أن موسكو تمثل خطرا على القارة. كما أسهمت حوادث توغل الطائرات المسيّرة في أجواء دول أوروبية وحدود فرنسا، إضافة إلى الخطاب الحاد لرئيس أركان الجيوش الفرنسية، في زيادة التوتر الشعبي.
وفي المقابل، يرى السفير الفرنسي السابق لدى روسيا جان دو غلينياستي أن احتمال تعرّض فرنسا لهجوم روسي مباشر غير واقعي، مشددا على أن باريس قوة نووية. لكنه يقر بأن مستوى التصعيد واللغة المستخدمة من الحكومة الفرنسية لم يسبق أن ظهرت بهذه الحدة منذ الحرب الباردة، خاصة بعد استهداف ناقلات نفط روسية في البحر الأسود مؤخرا.
ويحمّل عدد من المواطنين الفرنسيين وسائل الإعلام جزءا من المسؤولية في تكريس أجواء التوتر، باعتبارها ـ حسب رأيهم ـ تبالغ في تصوير الحرب وكأنها وشيكة، بينما يؤكد عسكريون أن خطر المواجهة المباشرة لا يزال بعيدا. ومع ذلك، يستمر القلق من قدرة فرنسا على التعامل مع سيناريو تصعيد، في ظل الانقسام السياسي الداخلي وفقدان الثقة في القيادة الحالية.





