البرهان يحمّل قوات الدعم السريع مسؤولية اندلاع الحرب في السودان ويؤكد التزامه بالسلام

قدم رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، رواية شاملة عن جذور الصراع في السودان ومساراته وتداعياته الإقليمية والدولية. وصف البرهان الحرب الحالية بأنها تمرد وحشي ضد الدولة، تشنه قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وليس مجرد صراع على السلطة بين قيادتين عسكريتين.

وأشار البرهان إلى أن السودان يمتلك تاريخاً طويلاً، وأن الفظائع المنسوبة لقوات الدعم السريع بلغت ذروتها في مدينة الفاشر، حيث قدّر عدد القتلى بنحو 10 آلاف شخص وفق مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل. وأضاف أن الدعم السريع تطور من تشكيل مسلح في دارفور إلى مليشيا شبه مستقلة تمتلك شبكات تمويل خاصة وسجل من الانتهاكات، وأن محاولات الحكومة لدمجها داخل الجيش في 2022 قوبلت بـ”غدر” في أبريل 2023، ما أدى إلى اندلاع الحرب.

وحذّر البرهان من تدخلات خارجية تهدد استقرار السودان والمنطقة الممتدة من البحر الأحمر إلى الساحل الأفريقي، مشيراً إلى حوادث استهدفت مصالح أميركية، بينها هجوم على موكب دبلوماسي ومقتل حارس بالسفارة. كما أبدى ارتياحه لتطورات سياسية أميركية جديدة، واعتبر تصريحات مسؤولين أميركيين وعرب دعماً لجهود إنهاء الحرب.

وأكد البرهان أن أي سلام دائم في السودان لا يمكن أن يتحقق دون تفكيك قوات الدعم السريع ومرتزقتها، مع إمكانية دمج عناصر محدودة منها في الجيش الوطني شريطة عدم تورطها في جرائم. وشدد على التزام الجيش بالانتقال إلى الحكم المدني، واعتبر أن السودان يقف على مفترق طرق بين الانهيار والتعافي، وأن السلام يجب أن يقوم على الحقيقة.