
المانحون اليهود في الحزب الجمهوري الأميركي يقلقون من ارتفاع معاداة السامية ويخططون لمواجهة تأثير نيك فوينتس
يشهد الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة جدلاً متصاعداً بين كبار المانحين اليهود، بعد سلسلة وقائع سلطت الضوء على تصاعد خطاب معادٍ للسامية داخل التيار المحافظ، وأثارت تساؤلات حول العلاقة مع إسرائيل ومكانة اليهود الجمهوريين في الحزب.
وجاءت التوترات بعد مقابلة بين الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون ونيك فوينتس، الذي يوصف إعلامياً بأنه “داعٍ لنظريات تفوق العرق الأبيض ومنكر للمحرقة”. وأثارت تصريحات فوينتس حول ما أسماه “اليهود المنظمين” وتعليقاته على إسرائيل موجة انتقادات داخل الحزب، مع إدانة من سيناتورين جمهوريين هما تيد كروز وليندسي غراهام، إضافة إلى المعلق بن شابيرو.
وفي مواجهة هذا الخطاب، أشار إيتان لاؤور، جامع التبرعات الجمهوري ومؤسس American Principles PAC، إلى أن هناك قوى ناشئة داخل الحزب تعمل على مواجهة هذا التوجّه، مستفيدة من قدرة الشخصيات المعادية للسامية على النفاذ عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد مات بروكس، المدير التنفيذي للائتلاف اليهودي الجمهوري، أن المنظمة ستستهدف أي مرشح يحصل على دعم فوينتس لضمان عدم وصوله إلى مواقع السلطة.
وأبرزت الأحداث الأخيرة قلق المانحين اليهود، إذ عبّر البعض عن شعورهم بـ”غياب مأوى سياسي” داخل الحزب في ظل ما وصفوه بانتشار خطاب معادٍ للسامية على هامش التيار الجمهوري، فيما شدد آخرون على ضرورة مواجهة المرشحين المتطرفين سياسياً. وقال السيناتور غراهام إن أي جمهوري يتبنى خطاباً معادياً للسامية سيواجه “معارضة قوية” من الحزب.
وتأتي هذه التطورات في سياق تحوّل واسع داخل القاعدة اليهودية الأميركية، حيث تحسّن أداء الرئيس السابق دونالد ترامب في التجمعات اليهودية، بينما أظهرت استطلاعات رأي حديثة تغيراً في نظرة الأميركيين للحكومة الإسرائيلية، مع تزايد السلبية تجاهها بين الجمهوريين تحت سن الخمسين.





