إيهود أولمرت: حل الدولتين لن يأتي من نتنياهو بل من ترامب

قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، في مقابلة مع صحيفة تايمز البريطانية، رؤية حادة لمستقبل الصراع في غزة وفلسطين، مؤكدًا أن التحول نحو حل الدولتين لن يتحقق عبر بنيامين نتنياهو، بل عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرى أنه يمتلك نفوذًا فريدًا يمكّنه من فرض تسوية شاملة، خصوصًا بعد تبني مجلس الأمن خطته للسلام في غزة.

وقال أولمرت إن نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يخشى تحدي ترامب رغم رفضه التاريخي لإقامة دولة فلسطينية، معتبرًا أنه لو طرح جو بايدن خطة مشابهة لواجه هجومًا حادًا من نتنياهو والحزب الجمهوري.

ويرى أولمرت (80 عامًا) أن نتنياهو غير قادر على قيادة إسرائيل نحو حل الدولتين، وأن سقوطه السياسي مسألة وقت، في ظل محاكمته بتهم الفساد وتزايد تمرد شركائه اليمينيين المتطرفين. ووصف الوضع في غزة بأنه “لحظة هشة” مع هدنة مضطربة وتأخر نشر قوة الاستقرار الدولية، معتبرًا الحفاظ على اتفاق غزة شرطًا أساسيًا للانتقال إلى معالجة القضية الفلسطينية وتوسيع اتفاقات أبراهام.

واستعاد أولمرت تجربته التفاوضية مع الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه عرض عام 2008 إقامة دولة فلسطينية على أكثر من 94% من الضفة الغربية وربطها بغزة، قبل أن تنهار مبادرته بسبب خلافات على التقسيم وفضائح الفساد.

وهاجم أولمرت شركاء نتنياهو اليمينيين واصفًا إياهم بـ”أعداء الدولة”، مؤكداً أنهم لن يقبلوا بأي مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية. كما اتهم نتنياهو بانعدام المبادئ وتغيير مواقفه وفق مصالحه الشخصية.

وفي حديثه عن حرب غزة، وجّه أولمرت انتقادات حادة للحكومة والجيش، معتبرًا أن استهداف المدنيين كان “عشوائيًا وقاسيًا”، ما تسبب في احتجاجات ومحاولات لملاحقته دوليًا.

واختتم بالتأكيد أن الطريق الوحيد لمستقبل أقل عنفًا هو حل الدولتين، رغم صعوبته وتعقيداته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى