
الجزائر: وزير سابق يفتح ملفات تاريخية مسكوتاً عنها
قدّم وزير الداخلية الجزائري الأسبق دحو ولد قابلية (2010 – 2013) شهادة حصرية عن جهاز الاستخبارات خلال حرب الاستقلال (1954 – 1962)، مسلطاً الضوء على النواة الأولى للجهاز التي أسست وزارة التسليح والاتصالات العامة ضمن الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية، ودورها الحيوي في العمليات العسكرية والاستخباراتية.
ولد قابلية (92 سنة) استعرض عبر سلسلة حوارات على قناة «وان تي في» تفاصيل عمل الجهاز، وشخصية العقيد عبد الحفيظ بوصوف الذي وصفه بـ«المحرّك الحقيقي للثورة»، والذي تعرض للتهميش بعد الاستقلال قبل أن يتوفى في المنفى بفرنسا عام 1980. وأوضح أن الجهاز، المعروف اختصاراً بـ«مالغ»، كان مسؤولاً عن جمع المعلومات وتأمين الاتصالات ونقل السلاح وضبط الحدود، وكان بمثابة «الدولة داخل الدولة» في بعض الصراعات، لكنه لم يكن له أي دور سياسي وفق شهادة ولد قابلية.
وتطرق إلى ما عُرف بـ«الباءات الثلاثة»؛ بوصوف وكريم بلقاسم وخضر بن طوبال، الذين شكّلوا محوراً أساسياً داخل الثورة، وذكر تعرض عبان رمضان، أحد أبرز رموز الثورة، للاغتيال في ظروف معقدة في نهاية 1957. كما أشار إلى انسحاب بوصوف عن الشأن العام بعد الاستقلال نتيجة توجه البلاد نحو سلطة شخصية وحزب واحد، مؤكداً أن الرجل فضل الابتعاد عن المعارضة بعد مشاهدة مصير رفاقه مثل محمد بوضياف.
وتناول ولد قابلية أيضاً مرحلة ما بعد الاستقلال، بما في ذلك إعادة تنظيم الأمن العسكري بقيادة قاصدي مرباح، وتراجع الاهتمام بالتاريخ المؤسسي للجهاز، إضافة إلى الدور المزدوج لعبد العزيز بوتفليقة الذي وصفه بـ«اللاعب على كل الحبال» خلال مسار الحكم ما بين علاقاته ببومدين ومدغري، وصولاً إلى رئاسته للجزائر من 1999 إلى 2019 ومماته في 2021.





