أسطول الصمود المغاربي: مبادرة شعبية عابرة للحدود لكسر حصار غزة

انطلقت تحضيرات “أسطول الصمود المغاربي” بكثافة في تونس، حيث يجتمع نشطاء من دول المغرب العربي والعالم تحت شعار “أشرعتنا نحو غزة، وغايتنا كسر الحصار”. يأتي هذا التحرك الشعبي الدولي كرد فعل على الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 18 عامًا، ويمثل أحد أكبر المبادرات المدنية العابرة للحدود منذ بداية الحصار.

يضم الأسطول مشاركين من أكثر من 40 دولة، بينهم صحفيون وأطباء وفنانون وبرلمانيون سابقون، بالإضافة إلى نشطاء من تونس، الجزائر، المغرب، ليبيا وموريتانيا. ومن المقرر أن تنطلق السفن من موانئ إسبانيا وتونس في أوائل سبتمبر/أيلول، لالتقاء جميع القوافل في نقطة بحرية دولية قبالة سواحل غزة تشكيل مسار موحد رمزي نحو القطاع المحاصر.

أكد يوسف عجيسة، نائب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن هذه المبادرة تندرج ضمن تحالف شعبي دولي أوسع يضم “أسطول الحرية” ومبادرات من جنوب شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وأشار إلى أن التجهيزات اللوجستية تشمل شراء سفن صغيرة وإعادة تأهيل قوارب الصيد، مع تزويدها بالوقود والأعلام والكوادر البحرية اللازمة.

عبر المشاركون عن دوافعهم الإنسانية والأخلاقية للمشاركة في هذه المبادرة. قال أيوب حبراوي، عضو الوفد المغربي: “غزة تشعر بالجوع، وواجبنا أن نكون هناك لنوصل رسالة: لستم وحدكم”. بينما أكد المرتضى ولد اطفيل، ممثل الوفد الموريتاني، أن هذه الخطوة تأتي استجابة للواجب الديني والإنساني وتعبيرًا عن تضامن الشعوب المغاربية مع الشعب الفلسطيني.

على الرغم من النداءات المتكررة للمشاركين بطلب الحماية والمواكبة من حكوماتهم، لم تصدر أي مواقف رسمية واضحة من الدول المغاربية تجاه الأسطول. في المقابل، عبرت منظمات دولية عن اهتمامها بالمبادرة، بينما حذرت بعض الحكومات الغربية رعاياها من المشاركة دون أن تمنعها رسميًا.

يأتي هذا التحرك بعد شهرين من إفشال “قافلة الصمود البرية” التي انطلقت في يونيو/حزيران الماضي، مما يظهر استمرار الجهود الشعبية لدعم القضية الفلسطينية رغم كل التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى