تصاعد جرائم العنف الأسري يثير قلقاً واسعاً في الشارع المصري

تصاعدت وتيرة جرائم العنف الأسري في مصر بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، وسط تحذيرات من تفاقم الظاهرة وانعكاساتها الاجتماعية والنفسية.

وشهدت القاهرة، الجمعة، واحدة من أبشع الجرائم، حيث أقدم أب على إطلاق الرصاص على زوجته وطفليه أثناء وجودهم على الطريق الدائري، ما أدى إلى وفاة ابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات، بينما نجا الرضيع والأم التي أُصيبت بجروح، وتم توقيف الأب بفضل تدخل المارة قبل أن يعاود إطلاق النار.

وتأتي هذه الجريمة بعد أيام فقط من حادث آخر في محافظة قنا جنوبي البلاد، حين أقدم أب على طعن نجليه وشقيقه بسكين، إثر خلافات أسرية.

كما اهتزت منطقة الشروق بالقاهرة بجريمة مروعة، عندما قامت سيدة بقتل أبنائها الثلاثة خنقاً، قبل أن تسلّم نفسها للشرطة، مبررة فعلتها بخوفها على مستقبلهم بسبب الضائقة المالية التي تعيشها بعد انفصالها عن زوجها وعدم قدرتها على سداد مصروفاتهم الدراسية.

وفي تعليقها على تصاعد هذه الحوادث، قالت أستاذة علم الاجتماع الدكتورة هالة منصور لصحيفة «الشرق الأوسط» إن تزايد جرائم العنف العائلي يعود إلى عدة عوامل، من بينها «الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وضعف الروابط الأسرية والاجتماعية، وتغيّر نمط الحياة، والانشغال الدائم، مقارنة بما كان عليه الحال في السابق».

وأشارت إلى أن الجاني في هذه الجرائم غالباً ما يكون لديه تاريخ مرضي نفسي أو سلوكي، مضيفة أن بعض التصرفات قد تبدو مفاجئة لكنها ترتبط بخلل في الشخصية.

وتطالب أصوات حقوقية ومجتمعية بتشديد الرقابة الاجتماعية وزيادة الوعي النفسي، إضافة إلى تعزيز الدعم الأسري والمؤسساتي، لمنع تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدد البنية الاجتماعية للأسرة المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى