جهاز مكافحة التهديدات الأمنية يفرض سيطرته في ليبيا

شهدت مدينة صبراتة، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوقة، عقب مقتل الميليشياوي المعروف أحمد الدباشي، الملقب بـ«العمو»، المطلوب دولياً في قضايا الاتجار بالبشر والمخدرات. وأسفرت الاشتباكات بين الموالين لـ«العمو» وجهاز مكافحة التهديدات الأمنية عن مقتل عنصرين من الأخير وإصابة ستة آخرين بجروح بليغة نُقلوا على إثرها إلى العناية المركزة.

وأكد شهود عيان انتشاراً مكثفاً للقوات الأمنية في أنحاء المدينة، فيما أعلن مصدر أمني ليبي أن جهاز مكافحة التهديدات الأمنية نجح في إحكام السيطرة على صبراتة بالكامل بعد تصفية «العمو».

وأشار المصدر إلى أن وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة تناقش الوضع الميداني بعد فقدانها السيطرة على مدن عدة، منها جنزور وصولاً إلى العجيلات، متهمًا الوزارة بدعم «العمو» في محاولة إشغال قوات الزاوية من الجهة الغربية.

في بيان رسمي، أعلن الجهاز أن الهجوم الذي أسفر عن وفاة عنصرين تابعين له وقع عند الإشارة الضوئية بتقاطع المستشفى بمدينة صبراتة، مؤكداً أن تضحيات العناصر ستظل محفورة في سجل الشرف العسكري، ومتعهدًا بالاستمرار في مكافحة كل من يهدد أمن البلاد واستقرارها.

وكان الجهاز قد اعتقل شقيق «العمو» صالح الدباشي، بعد مداهمة وكر العصابة، فيما أُصيب ستة من عناصره بجروح بليغة. وتتمتع هذه الهيئة الأمنية بهامش استقلال واسع في تحركاتها الميدانية، مما وضعها في احتكاك مباشر مع تشكيلات وزارة الدفاع.

مدينة صبراتة، التي تُعد البوابة الغربية للعاصمة طرابلس، تمثل نقطة استراتيجية هامة لسيطرة الخط الساحلي الممتد من الحدود التونسية إلى طرابلس، ما يمنحها دوراً محوريًا في تأمين الطريق الساحلي وميناء المدينة ومجمع مليتة النفطي القريب.

وتشهد المدينة منذ 2014 تنافسًا حادًا بين الحكومات المتعاقبة وبين قوى محلية وميليشيات تاريخية، ما جعلها مسرحًا لاشتباكات متكررة وتغيرات سريعة في موازين القوى، أبرزها سيطرة تنظيم داعش لفترة قصيرة عام 2016 قبل طرده بدعم جوي أميركي، الأمر الذي رسخ الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للمدينة.

ويُعد مقتل «العمو» وتداعياته الميدانية نقطة تحول مهمة، حيث انتقلت صبراتة إلى حالة من السيطرة شبه الكاملة لجهاز مكافحة التهديدات الأمنية، ما يمثل ضربة قوية لنفوذ حكومة الدبيبة في غرب البلاد.

وفي الوقت نفسه، افتتح رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة المتحف الوطني الليبي مساء الجمعة، بحضور دبلوماسي رفيع، مؤكداً أن المتحف ليس مجرد جدران تضم قطعاً أثرية، بل سجل يروي ذاكرة الوطن وما سيتركه للأجيال المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى