
الكشف عن معبد مفقود يعيد كتابة تاريخ عبادة الشمس في مصر القديمة
كشفَت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف أثري جديد يعيد تسليط الضوء على عبقرية العمارة الدينية في مصر القديمة، بعدما نجحت بعثة أثرية إيطالية في العثور على بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية الخاصة بالملك «ني أوسر رع»، أحد أبرز ملوك الأسرة الخامسة، وذلك بمنطقة أبو غراب في أبو صير غرب القاهرة.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ هذا الكشف يُعد من أهم الاكتشافات المرتبطة بمعابد الشمس، إذ تم لأول مرة الكشف عن أكثر من نصف مساحة المعبد، الذي تجاوزت مساحته 1000 متر مربع، ويتميّز بتخطيط معماري فريد يجعله من أضخم معابد الوادي في جبانة منف، مشيراً إلى أنّ الموقع كان معروفاً منذ مطلع القرن العشرين، إلا أنّ ارتفاع منسوب المياه الجوفية حال دون التنقيب فيه آنذاك.
وأظهرت أعمال الحفائر بقايا مدخل المعبد مغطى بطبقة سميكة من طمي النيل بارتفاع يقارب 1.20 متر، إضافة إلى الأرضية الأصلية للمدخل، وقاعدة عمود من الحجر الجيري، وبقايا عمود دائري من الغرانيت يُرجّح أنه كان جزءاً من الرواق الرئيسي، فضلاً عن العثور على أعتاب وأبواب غرانيتية وعناصر معمارية في مواقعها الأصلية، ما يمنح صورة أوضح عن عظمة البناء ووظيفته الطقسية.
من جانبه، أشار رئيس البعثة الإيطالية، الدكتور ماسيميليانو نوتسولو، إلى أنّ المواسم السابقة كشفت عن بوابة من حجر الكوارتزيت بحالة حفظ جيدة، ودرج داخلي كان يقود إلى السطح، مرجّحاً وجود مدخل ثانوي، كما أسفرت الحفائر الحالية عن منحدر يُعتقد أنه كان يربط المعبد بالنيل أو بأحد فروعه، إلى جانب العثور على لقى أثرية مميزة، من بينها قطع خشبية من لعبة «السنت» الشهيرة في مصر القديمة.
ويؤكد خبراء الآثار أنّ هذا الكشف يعزّز مكانة أبو صير كمركز ملكي وديني محوري في الدولة القديمة، ويعيد قراءة الدور العقائدي للأسرة الخامسة التي كرّست فكرة ارتباط الملك بالشمس واعتباره «ابن رع»، كما يفتح الاكتشاف آفاقاً جديدة لفهم التحوّلات الدينية والإدارية، ويقدّم مادة علمية ثرية حول تطوّر الحياة اليومية بالمنطقة بعد تحوّل المعبد إلى منطقة سكنية خلال عصر الانتقال الأول.





