
العراق يسعى لإقناع الفصائل المسلحة بالتخلي عن السلاح
أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس الخميس، أن الحكومة العراقية تعمل على إقناع الفصائل المسلحة القوية في البلاد، التي خاضت قتالاً ضد القوات الأميركية وأطلقت صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل، بالتخلي عن سلاحها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تحولات مزلزلة تؤثر على توازن القوى الإقليمية.
التحولات الإقليمية وتأثيرها على العراق
تشير التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط إلى تغييرات جذرية، حيث تم إضعاف قوة الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في غزة ولبنان، بينما يتواصل الصراع في سوريا مع إطاحة قوات المعارضة بالرئيس بشار الأسد.
هذا الوضع الإقليمي المعقد يضغط على العراق، مما يجعله أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على استقراره وأمنه الداخلي.
الضغوط الأميركية على إيران وتأثيرها على العراق
من جانب آخر، تعهدت الإدارة الأميركية المقبلة، التي سيتزعمها الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بتعزيز الضغوط على إيران، التي لطالما دعمت العديد من الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة في العراق.
هذه الضغوط قد تؤثر بشكل مباشر على الوضع السياسي والعسكري في العراق، حيث تواجه الحكومة العراقية تحدياً في موازنة علاقاتها بين واشنطن وطهران.
موقف بغداد: الحفاظ على التوازن والاستقرار
على الرغم من هذه الضغوط، يبدي بعض المسؤولين في بغداد قلقهم من احتمال أن يكون العراق هو التالي في سلسلة التغييرات السياسية في المنطقة.
ومع ذلك، قلل وزير الخارجية فؤاد حسين من أهمية هذا الأمر في مقابلة مع وكالة “رويترز” أثناء زيارة رسمية إلى لندن، قائلاً: “لا نعتقد أن العراق هو الدولة التالية”. وأضاف أن الحكومة العراقية تعمل على إجراء محادثات للسيطرة على هذه الجماعات المسلحة، مع الحرص على الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران.
الخاتمة: العراق بين التحديات والفرص
يواجه العراق تحديات كبيرة تتعلق بالسيطرة على الفصائل المسلحة والحفاظ على استقراره الداخلي وسط تحولات إقليمية متسارعة. من المهم أن يواصل العراق تعزيز موقفه المستقل والحفاظ على توازن دقيق في علاقاته الإقليمية والدولية لضمان مستقبل آمن ومستقر.