
1717 إصابة يوميًا.. بريطانيا تواجه أسوأ موجة إنفلونزا منذ عقود
استفاقت لندن هذا الأسبوع على موجة صحية غير مسبوقة، بعد انتشار فيروس إنفلونزا من السلالة A من نوع H3N2، الذي وصفه العلماء بأنه “سلالة فرعية فائقة”. ومع ارتفاع أعداد الإصابات بشكل غير مسبوق، دقت هيئة الخدمات الصحية البريطانية ناقوس الخطر، محذرة من أن النظام الصحي قد يواجه ضغطًا غير مسبوق خلال الأيام القادمة.
وأشارت تقارير رسمية إلى أن متوسط عدد مرضى الإنفلونزا الذين يدخلون المستشفيات وصل إلى 1717 مريضًا يوميًا هذا الأسبوع، بينهم 69 حالة في العناية المركزة، مقارنة بـ1098 مريضًا و39 حالة في العناية المركزة خلال الفترة نفسها من عام 2024.
وقد بدأ انتشار الفيروس بين الأطفال من الفئة العمرية بين 5 و14 عامًا، حيث سجلت المدارس أعلى معدلات العدوى، ما تسبب في مضاعفة أعداد دخول المستشفيات بمعدل عشرة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت البروفيسورة نيكولا لويس، مديرة مركز الإنفلونزا العالمي بمعهد فرانسيس كريك: “لم تشهد البلاد ديناميكيات مماثلة منذ سنوات طويلة، وH3N2 أكثر انتشارًا وفتكًا من غيره، وهو ما يفسر حجم الأعداد الحالية”.
ردًا على هذه الأزمة، فرضت عدة مستشفيات في لندن قواعد احترازية صارمة، منها ارتداء الأقنعة في أقسام الطوارئ والأجنحة الحرجة، خاصة للمرضى ضعيفي المناعة. كما حذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية من احتمال وصول عدد الأسرة المشغولة بالإنفلونزا الأسبوع المقبل إلى ما بين 5000 و8000 سرير، وهو رقم لم تشهده البلاد منذ عقود.
وفي ظل هذه الأرقام الصادمة، شدد الخبراء على ضرورة ارتداء الأقنعة للحد من انتشار الفيروس، معتبرين ذلك سلاحًا بسيطًا لكنه فعال ضد H3N2 وأيضًا ضد فيروسات أخرى مثل كوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفسي RSV. ومع ذلك يبقى السؤال المعلق: هل يكفي هذا التدبير لمواجهة أسوأ موجة إنفلونزا منذ سنوات، وهل يحمل الشتاء القادم مفاجآت أكبر؟





