أسوشيتد بريس: خطاب العاهل المغربي أشار إلى مطالب “جيل زد” وسبق أن حذّر من ذلك في “خطاب السرعتين”

قالت وكالة “أسوشيتد بريس” إن الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، يوم الجمعة أمام البرلمان، حمل رسائل مباشرة إلى المسؤولين المنتخبين بشأن معالجة مظاهر الظلم الاجتماعي، في وقت تشهد فيه البلاد موجة احتجاجات تقودها حركة شبابية تُعرف باسم “جيل زد 212” للمطالبة بإصلاحات اقتصادية واجتماعية عاجلة.

وأضافت وكالة الأنباء الأمريكية المذكورة، في تقرير لها حول هذا الخطاب، أن الملك محمد السادس دعا في خطابه إلى “التوقف عن إضاعة الوقت” والعمل على معالجة القضايا الاجتماعية العالقة، مشيرا إلى أن “العدالة الاجتماعية ليست أولوية مؤقتة، بل توجه استراتيجي يجب أن يلتزم به الجميع”.

ولفت التقرير إلى أن الخطاب، رغم أنه لم يتطرق بشكل مباشر إلى حركة “جيل زد”، إلا أنه عكس عددا من المطالب التي عبّر عنها المحتجون، مثل التفاوتات الجهوية والتنمية غير المتكافئة بين مناطق المغرب، وهي قضايا أثارت موجة من المظاهرات منذ نحو أسبوعين في مدن مختلفة من المملكة.

وذكّرت “أسوشيتد بريس” بأن الملك محمد السادس سبق أن تطرق في خطابات سابقة إلى موضوع التفاوت الاجتماعي، أبرزها ما يُعرف بـ”خطاب السرعتين”، حين حذّر في يوليوز الماضي من خطر انقسام البلاد إلى “مغرب بسرعتين” بفعل غياب العدالة المجالية والاجتماعية.

وأشارت الوكالة إلى أن الخطاب الأخير جاء بعد رسالة مفتوحة وجهتها حركة “جيل زد 212” إلى الملك، دعت فيها إلى التدخل لمحاسبة المسؤولين الفاسدين وتسريع وتيرة الإصلاحات، في ظل احتجاجات متزايدة على الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية.

وقالت “أسوشيتد بريس” إن المظاهرات، التي اندلعت قبل أسبوعين، امتدت إلى مدن كوجدة وأكادير وضواحيها، وشهدت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، مما أدى إلى تسجيل إصابات وعدة وفيات.

وأبرزت أن الملك شدد في خطابه على أن “المشاريع الكبرى والصغرى تسعى لتحقيق الهدف نفسه، وهو تنمية البلاد وتحسين ظروف عيش المواطنين”، في إشارة غير مباشرة إلى الانتقادات التي وُجهت إلى مشاريع البنية التحتية المرتبطة بكأس العالم 2030، والتي اعتبرها المحتجون أولوية على حساب القطاعات الاجتماعية.

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن الخطاب الملكي وضع الكرة في ملعب المسؤولين المنتخبين، داعيا إياهم إلى مواجهة التحديات الاجتماعية “بروح الجدية والمسؤولية”، مؤكدا أن على الجميع “مكافحة كل الممارسات التي تهدر الوقت والجهد والموارد”.

جدير بالذكر أن تقارير دولية عديدة أشارت إلى أن الملك محمد السادس عكس في خطابه بطريقة غير مباشرة المطالب التي رفعها شباب “جيل زد”، وحث المسؤولين إلى التعامل معها بشكل جدي، ولا سيما أنه سبق أن تحدث عن الأسباب التي تقف وراء الاحتجاجات في خطاباته السابقة.

ووفق بعض القراءات السياسية للخطاب الملكي، فإن العاهل المغربي لم يلمح لا من قريب أو من بعيد إلى احتمالية إقالة الحكومة، لأسباب عديدة، بعضها ما هو متعلق بصلاحياته الدستورية التي لا تُعطي للملك التفويض الكامل بإقالة الحكومة، ومن جهة أخرى، أن الظرفية الحالية التي تسبق الانتخابات بسنة واحدة، لا تسمح بإحداث تغيير قد يُربك سير العديد من المشاريع في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى