
نتنياهو يعلن عن خطة إسرائيل الكبرى.. مخاوف من توسع الاحتلال وتهجير السكان
في خطوة غير مسبوقة، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر قناة عبرية، تصريحات تؤكد سعي إسرائيل لتأسيس ما يُعرف بـ”إسرائيل الكبرى”، التي تمتد من نهر النيل في مصر، مرورا ببلاد الشام، وصولا إلى نهر الفرات في العراق. تأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من أطماع التوسع الإسرائيلي، وتداعياتها على الأمن القومي العربي.
تصريحات نتنياهو وأبعادها
قال نتنياهو إنه يشعر بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، وأنه متمسك برؤيته لإسرائيل التي تشمل أراضي تمتد من النيل إلى الفرات، بما يهدد سيادة الدول العربية المجاورة، خاصة مصر والأردن وسوريا ولبنان، فضلاً عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد أن هدفه هو تنفيذ حلم أجيال من اليهود، معبرا عن عزمه على الاستمرار في تحقيق هذه الرؤية، التي تتناغم مع الأيديولوجية الصهيونية القديمة.
ردود الفعل العربية والدولية
شهدت التصريحات ردود فعل غاضبة من العديد من الدول العربية، التي أدانت التطلعات التوسعية لإسرائيل، ورفضت أي مساس بوحدة الأراضي العربية. في حين دعت مصر، التي لم تذكر اسم نتنياهو بشكل مباشر، إلى توضيح التصريحات، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. أما الأردن والسعودية وقطر، فقد أصدروا بيانات رسمية تندد بمحاولة توسيع النفوذ الإسرائيلي، وترفض أي مخططات تهدف إلى تهجير السكان أو تقسيم المنطقة.
الأبعاد التاريخية والأيديولوجية
تشير تحليلات الخبراء إلى أن التصريح يعكس استمرارية النهج التوسعي للحركة الصهيونية، الذي بدأ منذ عقود، ويهدف إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، استنادا إلى نصوص دينية وتاريخية، تؤمن بضرورة إقامة “إسرائيل من النيل إلى الفرات”. وتُعد سيناء جزءا محوريا في هذه الرؤية، نظرا لأهميتها الاستراتيجية والتاريخية، حيث تعتبر عمقا أمنيا واقتصاديا لإسرائيل.
الظروف الراهنة وتحديات المنطقة
تضعف الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، وتراجع مكانتها الإقليمية، مع استمرار سيطرة أنظمة عربية ضعيفة، وغياب موقف عربي موحد وحازم، البيئة المثالية لتحقيق مخططات التوسع الإسرائيلية. في ظل ذلك، تتعزز مخاوف من عمليات تهجير قسري للسكان الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، وصولا إلى تهجير محتمل لسكان سيناء، في خطوة تهدف إلى إحداث تغييرات ديموغرافية واسعة.