
واشنطن تعرب عن إحباطها بعد تراجع العراق عن تجميد أصول حزب الله والحوثيين
أعربت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، عن إحباطها من قرار العراق التراجع عن تجميد أصول «حزب الله» اللبناني وجماعة «الحوثي» اليمنية، محذرة من أن الجماعتين تشكلان خطراً على الشرق الأوسط في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
ونقلت شبكة «رووداو» الكردية عن المتحدث باسم الوزارة أن الولايات المتحدة تتوقع من بغداد اتخاذ «خطوات عملية» ضد الجماعات المسلحة الموالية لإيران، بما في ذلك تلك التي تنشط داخل العراق. وأضاف المتحدث: «(حزب الله) والحوثيون يشكلون خطراً على المنطقة والعالم، ويجب على جميع الدول ضمان عدم استخدام أراضيها للتدريب أو جمع الأموال أو الحصول على الأسلحة أو شن الهجمات».
وأكد المسؤول الأميركي أن واشنطن ستواصل الضغط على بغداد للحد من أنشطة الجماعات التابعة لإيران، مشيراً إلى أن هذه الجماعات تشكل تهديداً للمصالح الأميركية والعراقية، خاصة بعد سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت قواعد القوات الأميركية في العراق خلال العام الماضي.
وفي المقابل، نفت رئاسة الجمهورية ووزارة الاتصالات العراقية علمهما بالقرار الذي أصدرته لجنة رسمية لتجميد أموال «حزب الله» والحوثيين. وقالت الرئاسة في بيان رسمي إن القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب لا تُحال إليها للمصادقة، مشيرة إلى أن علمها بالقرار جاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط. وأكدت وزارة الاتصالات أن ممثلها في اللجنة لم يكن حاضراً في الجلسة الأخيرة التي تم نشر مخرجاتها لاحقاً في الجريدة الرسمية.
وكان نشر العراق، الخميس الماضي، معلومات عن تجميد أموال «حزب الله» والحوثيين باعتبارهما جماعتين «إرهابيتين» قد أثار صدمة واسعة، قبل أن تتراجع الحكومة وتقول إنه «خطأ غير منقّح» سيتم تصحيحه. وأوضحت جريدة «الوقائع» الرسمية قائمة تضم أكثر من 100 كيان وشخص على ارتباط بالإرهاب، في خطوة رأى مراقبون أنها كانت ستُرضي واشنطن وتزيد الضغط على طهران، قبل سحبها.
وأثار القرار غضب قوى «الإطار التنسيقي» الموالية لإيران، حيث وصف قادتها خطوة الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني بأنها «خيانة»، في حين نفى البنك المركزي وجود موافقة رسمية على إدراج الجماعتين.
وعلى صعيد آخر، انتقد المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، السياسات الأميركية في العراق والمنطقة، واصفاً التدخل الأميركي بأنه «تاريخ كارثي» استمر نحو 20 عاماً وكلف نحو ثلاثة تريليونات دولار دون تحقيق مكاسب حقيقية. وأضاف أن إيران استغلت فراغ النفوذ في العراق، فيما أصبحت الفصائل المسلحة الموالية لها تمتلك نفوذاً واسعاً داخل البرلمان العراقي، ما يعوق قدرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على تشكيل ائتلاف حكومي فعّال.
وتقول الولايات المتحدة إنها تكثف تعاونها مع بغداد وأربيل لمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من تقويض استقرار العراق، في تصريحات على هامش افتتاح مبنى قنصلي كبير في إقليم كردستان الأسبوع الماضي، فيما حذر برّاك من أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى تقسيم العراق أو إنشاء جمهوريات فيدرالية على غرار تجربة يوغوسلافيا السابقة.





