ليبيا تشهد موجة احتجاجات جديدة ومطالب بإجراء انتخابات رئاسية فورية

تجددت الاحتجاجات الشعبية في شرق ليبيا، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية فورية، في تعبير واضح عن إرهاق شعبي من الانقسام السياسي المستمر منذ سنوات والتدخل الخارجي. وتركزت التظاهرات في بنغازي ودرنة والقبة وأجدابيا، حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب بتفويض خليفة حفتر رئيساً للبلاد، فيما شهدت طرابلس احتجاجات أمام مقر بعثة الأمم المتحدة المطالبة بطردها باعتبارها رمزاً للتدخل الخارجي.

أعلنت بعثة الأمم المتحدة استبعاد المشاركين السابقين في «حوار جنيف» مع شروط صارمة للمترشحين الجدد، التي تشمل عدم التورط في انتهاكات حقوق الإنسان، أو القانون الإنساني الدولي، وتجنب أي خطاب كراهية أو فساد أو ممارسات غير أخلاقية. ويأتي هذا الاستبعاد ضمن استعداد البعثة لإطلاق أولى جلسات «الحوار المهيكل» من 14 إلى 16 من الشهر الجاري، كجزء من «خريطة الطريق» الجديدة لإعادة تشكيل العملية السياسية.

وأوضح مراقبون أن الاستبعاد يحمل دلالات سياسية تتجاوز الجانب الإجرائي، باعتباره مراجعة لتجربة الحوارات السابقة، وسط اتهامات بالفساد والتأثيرات غير المشروعة التي طالت بعض أعضاء ملتقى الحوار السياسي، ما يثير تساؤلات حول مصداقية المسارات السابقة ومستوى الثقة العامة في العملية السياسية الليبية.

وفي سياق متصل، رفض المجلس الاجتماعي لحكماء وأعيان تاورغاء قرار حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بإعادة تنظيم بعض التقسيمات الإدارية وإنشاء فروع لبلدية مصراتة، معتبرًا أن ذلك يمس مباشرة بالكيان الإداري لمدينة تاورغاء وحقوق سكانها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي المحلي.

تؤكد هذه التطورات استمرار حالة الاحتقان الشعبي والسياسي في ليبيا، مع تصاعد المطالب بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، والتأكيد على سيادة المؤسسات المحلية، وسط ترقب دولي لإطلاق المسار السياسي الجديد وتجاوز الانقسامات القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى