الرئيس السوري: أي عبث باتفاق فض الاشتباك 1974 قد يهدد الأمن الإقليمي

حذر الرئيس السوري أحمد الشرع، السبت، من أن سعي إسرائيل لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا قد يدخل البلاد في “مكان خطر”، فيما تواصل الدولة العبرية تنفيذ عمليات عسكرية أسفرت آخرها عن مقتل 13 شخصًا.

وأوضح الشرع خلال حوار على هامش مشاركته في منتدى الدوحة أن المفاوضات مع إسرائيل مستمرة برعاية الولايات المتحدة من أجل معالجة المخاوف الأمنية للطرفين، مشددًا على أن دمشق ملتزمة باحترام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي وصفه بأنه اتفاق ناجح صمد لأكثر من خمسين عامًا. وأضاف أن أي محاولة لإنشاء مناطق عازلة جديدة قد تهدد الاستقرار، وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة.

واتهم الشرع إسرائيل بأنها تحارب “الأشباح” وتبحث عن أعداء بعد الحرب في غزة، مؤكدًا أن سوريا تبعث رسائل إيجابية منذ توليه السلطة قبل عام، لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.

وفي أواخر نوفمبر، قتل 13 شخصًا بنيران إسرائيلية خلال عملية توغل نفذها الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت جنّ جنوب سوريا، ووصفتها دمشق بأنها “جريمة حرب”، فيما أعلنت تل أبيب أن الهدف كان توقيف مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم “الجماعة الإسلامية”.

ورغم غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، أُجريت عدة لقاءات على مستوى وزاري برعاية أميركية، لتسهيل الحوار حول الأمن الحدودي. وأكد الشرع وجود تأييد دولي لمعالجة المخاوف الأمنية، بما يضمن خروج الطرفين في حالة أمان، متسائلًا: “سوريا هي التي تتعرض إلى هجمات من إسرائيل… فمن الأولى أن يُطالب بمنطقة عازلة وانسحاب؟”.

وفي سبتمبر الماضي، حذر الرئيس السوري من خطر اضطرابات جديدة في الشرق الأوسط إذا لم تُتوصل بلاده وإسرائيل إلى اتفاق أمني، متهمًا إسرائيل بتأخير المفاوضات واستمرار انتهاك المجال الجوي السوري واختراق أراضيه. كما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نوفمبر القوات الإسرائيلية المنتشرة في الشريط العازل خارج المنطقة المحتلة من مرتفعات الجولان، مؤكدًا أهميتها، في خطوة اعتبرتها دمشق غير شرعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى